Wednesday, May 28, 2014

لماذا لم يسقط الأسد الى الآن؟


رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات على انطلاق الثورة السورية إلا أن الرئيس بشار الأسد ما زال ممسكاً بزمام السلطة ويتحدث م موقع الواثق بنفسه بشكل يثير الاستغراب والاستهجان والسخرية في أحيان أخرى، ويدفع المراقبون إلى التساؤل حول مكامن القوة التي يتمتع بها سيد القصر في دمشق رغم أن نظراءه في تونس ومصر واليمن وربما ليبيا إلى حد ما فقدوا السيطرة على إدارة البلاد بسرعة قياسية بفعل الهبات الجماهيرية وانهارت إمبراطورياتهم الديكتاتورية كبرج من ورق. فما الذي يعيق وصول السوريين لمبتغاهم في الحرية والانعتاق من حكم حزب البعث حتى الآن؟

يمكن القول ان معظم دول العالم الغربي ترغب برحيل الأسد سلمياً، خشية استمرار سقوط سوريا في مستنقع الحرب الأهلية أو سيطرت جهات (غير مرغوب فيها) على دفة الحكم في دمشق، فالأسد رغم أنه يصنف نفسه في خانة دول الممانعة إلا أنه بمثابة الشرطي الأمين على حدود إسرائيل التي لم يطلق عليها على مدار 40 عاماً رصاصة واحدة، كما أنه يتمتع بالدعم والمساندة من روسيا والصين اللتين لهن جملة من المصالح العسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل سوريا آخر قاعدة لروسيا في هذه المنطقة.

وايضا أن جزءاً من الدول العربية والغربية ترى أن المعارضة السورية ليست جاهزة تماماً لتولي الحكم في حال رحل الأسد غداً.

ويستعين النظام السوري بعنصر آخر يساعده على إطالة أمد وجوده في الحكم، وهو إثارة النعرات الطائفية والقبلية في البلاد، حيث ينشر شائعات في صفوف الأقليات مثل الأكراد والدروز بأن الغالبية السنية ستسحقهم وتصادر حقوقهم ومنجزاتهم. واجرى الأسد سلسلة لقاءات دورية مع شيوخ القبائل في البلاد وحثهم على دعمه ووعدهم بتحقيق تطلعاتهم ولهذا الغرض بالذات تم منح أكراد الحسكة الجنسية السورية إلتي كانوا محرومين منها على مدار عقود مضت.

وتمكن النظام السوري حتى الآن من المراوغة وإخفاء حجم جرائمه الى حد ما بفعل تمكنه من تحويل سوريا إلى جزيرة مغلقة عن عيون الإعلام الخارجي، فما يشاهده العالم من مناظر للقتل والقمع ليس إلا صور في غالبها تلتقط بأجهزة موبايل مزودة بكاميرات. ويضاف إلى ذلك أن سوريا تعتبر دولة مخابرات، حيث إن عمليات القتل والترهيب تنفذها في الغالب عناصر من الشبيحة الذين يعملون لحساب جهاز المخابرات.