دبي
(الأخبار الآن): قال حجاج مواطنون إنهم تعرضوا للاحتيال من حملة وهمية للحج والعمرة،
أعطى لهم صاحبها سندات حكومية مزورة (تصريح حاج، عقد حج)، ما ترتب عليه مشكلات عدة،
منها توقفهم في مطار جدة، لعدم وجود تصريح حاج بأسمائهم، واضطرارهم إلى النوم في الطرقات
العامة وبين الحافلات في منى، لعدم وجود مخيم لهم في منى.
وأضافوا لـ«الإمارات
اليوم» أن صاحب الحملة لجأ إلى طريقة مبتكرة لإقناع المواطنين بالانضمام إلى حملته
الوهمية، من خلال استغلال صوره في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في وقت سابق، وحمّلها
على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، لاستدراج ضحاياه، مدعياً أنها من ضمن حملات
البعثة الرسمية للدولة، مشيرين إلى أنه أقنع 100 حاج بدفع مليونين و500 ألف درهم.
في المقابل، قال
المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، رئيس
بعثة الحج الرسمية للدولة، محمد عبيد المزروعي، إن الهيئة ستتخذ إجراءات قانونية بحق
صاحب الحملة الوهمية، مؤكداً أن الحجاج أحضروا أوراقاً تثبت تعرضهم للاحتيال.
ظروف ملائمة
أكد المدير التنفيذي
للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية
للدولة، محمد عبيد المزروعي، أن البعثة الإماراتية هيأت الظروف الملائمة للحجاج، وكانت
حاضرة في كل مكان لتلبية احتياجاتهم.
ودعا الحجاج الذين
واجهوا مشكلات أثناء أداء مناسك الحج إلى تقديم شكاوى لدى الهيئة عن طريق الفروع، أو
التواصل معها عبر الموقع الإلكتروني.
وأضاف أن الهيئة
ستستقبل، ابتداءً من اليوم، ولمدة أسبوعين، شكاوى الذين تعرضوا للاحتيال من الحملات
الوهمية، إضافة إلى الشكاوى العامة للحجاج، لحصر أعدادهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة،
لتجنب تكرارها في السنوات المقبلة.
وحاولت «الإمارات
اليوم» التواصل مع صاحب حملة المرزوقي للحج والعمرة، حسن المرزوقي، للحصول على رد حول
تلك الشكاوى، من دون جدوى.
وتفصيلاً، قال الحاج
يوسف محمد الحمادي، إنه تعرف إلى الحملة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»،
وسجل وأسرته فيها، وطلب صاحب الحملة 25 ألف درهم للفرد، مشيراً إلى أن هذا السعر بدا
مقبولاً مقارنة ببقية الحملات.
وأضاف أن صاحب الحملة
طلب منه دفعة أولى 60 ألف درهم، والدفعة الثانية يتم تسليمها في المطار قبل المغادرة
إلى السعودية، بإجمالي 150 ألف درهم، لافتاً إلى أنه توجه إلى الأراضي المقدسة في الـ27
من الشهر الماضي إلى مطار جدة، وعند تسليم الجوازات وبطاقة تصريح حاج لموظف الجوازات،
تبين أنه لا يوجد تصريح حاج باسمه وعائلته، لكن صاحب الحملة أبرز بطاقة تصريح حاج تحمل
ختم الإمارات، فاعتقد موظف الجوازات أن هناك عطلاً في نظام الإدخال.
وتابع: «تخطينا
كونترات الجوازات، ووصلنا إلى مكان السكن في أحد الفنادق (أربعة نجوم)، خلاف ما كان
متفقاً عليه في العقد الذي نص أن يكون خمسة نجوم، إضافة إلى أن صاحب الحملة طالبنا
بالسكن في غرف مؤقتة إلى حين تجهيز الغرف الرئيسة، فاضطررنا للمبيت في تلك الغرف التي
نعتقد أنها مخصصة لسكن عمال الفندق».
وتابع: «في اليوم
التالي انتقلنا إلى السكن في الغرف الرئيسة التي تعتبر سداسية، إلا أننا فوجئنا بأنه
يتعين على كل 10 أشخاص السكن في غرفة واحدة، مخالفة للعقد الذي نص على سكن كل أربعة
حجاج في غرفة رباعية، بعد ذلك توجهنا إلى منى لرمي الجمرات وللمبيت في مخيمات الحملة،
إلا أن صاحب الحملة اصطحبنا إلى المخيمات الإيرانية، بحجة أن المخيم الإماراتي لا توجد
به كهرباء، وطلب منا المبيت في المخيمات الإيرانية إلى حين عودة الكهرباء»، لافتاً
إلى أنه اتصل بمسؤولي البعثة الإماراتية، للتأكد من انقطاع الكهرباء، إلا أن المسؤولين
نفوا ذلك. وأضاف أن الحملة كانت تضم 100 حاج، منهم مسنون ومرضى بأمراض مزمنة، مثل السكري
والضغط، وقد عانوا كثيراً أثناء أداء المناسك، أبرزها عدم توفير مخيمات للمبيت في منى،
ما اضطرهم للمبيت في الشارع وبين الباصات، فضلاً عن عدم توافر طبيب لرعاية المرضى أو
مواجهة الحالات الطارئة، مشيراً إلى أنهم تواصلوا مرة أخرى مع مسؤولي البعثة الرسمية
لإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهونها، وجاء مسؤول البعثة، وطلب منهم رقم الحملة، وبطاقة
التصريح، وتبين بعد المعاينة والرجوع إلى قاعدة البيانات أن الحملة وهمية، وصاحبها
كانت لديه حملة قبل عامين تقريباً، وتم شطبه من البعثات الرسمية للدولة، نظراً لمخالفته
قوانين الحملات.
وقال الحاج حمد
عيسى الحمادي إن الحجاج المسجلين ضمن الحملة الوهمية واجهوا صعوبات عدة، منذ بداية
الرحلة حتى نهايتها، لافتاً إلى أنهم فوجئوا بأن الحملة وهمية، وليس لديها تصريح، وأن
بطاقات التصريح مزورة، ما أوقعهم في مشكلات عند نقاط التفتيش، إذ تبين في نظام الحجاج
للسلطات السعودية أن حجاج الحملة الوهمية لا توجد تصريحات لهم.
وأضاف الحمادي أن
صاحب الحملة كان يجلب طعام الغداء والعشاء عن طريق طرود غذائية تحمل مسمى «وجبة حاج..
هدية مجانية، فاعل خير»، مطالباً الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب
الحملة لاسترداد حقوقهم.
وذكر الحاج خالد
النقبي: «منذ اليوم الأول لوصولنا إلى مكة المكرمة فوجئنا بعدم وجود خيمة للمبيت في
منى، وتعلل صاحب الحملة بأنه لا توجد كهرباء في الخيمة، ما أوقعنا في مشكلات كثيرة،
منها النوم تحت الأشجار وفي الطرقات العامة وبين الحافلات».
وأضاف أن الأمر
الذي جعلهم يثقون بالحملة أن أحد البرامج التلفزيونية المعروفة استضافه للتحدث عن حملات
الحج، ما أوقعهم في هذه الواقعة المحزنة.
في المقابل، قال
المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، رئيس
بعثة الحج الرسمية للدولة، محمد عبيد المزروعي، إن الحجاج أحضروا أوراقاً تثبت تعرضهم
للاحتيال من قبل تلك الحملة، وسيتم اتخاذ إجراءات قانونية بحق صاحبها، مؤكداً أن الهيئة
ستستقبل ابتداءً من اليوم ولمدة أسبوعين شكاوى الذين تعرضوا للاحتيال من الحملات الوهمية.
وأشار إلى أن الهيئة
حذرت في وقت سابق من التسجيل في حملات الحج غير المرخصة، إلا بعد التأكد من أنها مسجلة
ضمن بعثة الحج الرسمية للدولة، لكنْ هناك مواطنون وقعوا ضحية الحملات غير المرخصة،
مضيفاً أن حجاج تلك الحملات قد يتعرضون لعدم دخول مكة المكرمة، نظراً لتشدد الجهات
المختصة في السعودية، التي تعمل على الحد من ظاهرة الحملات غير المرخصة.