Friday, May 6, 2016

ابن سائق الحافلة الباكستاني يهزم ابن الثراء البريطاني


لندن: فاز المرشح العمالي المحامي صادق خان وهو من الجيل الثاني من أصول باكستانية، بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن ليكون أول مسلم يحظى بهذا المنصب الكبير وكذلك في أية عاصمة غربية كبيرة.  وحصل صادق خان النائب في مجلس العموم والوزير السابق لشؤون الإدارة الذاتية في حكومة غوردون براون العمالية على 44 % من الأصوات مقابل 35 % لمنافسه المحافظ زاك غولدسميث النائب عن ضاحية ريتشموند وابن الثري قطب المال البريطاني الراحل جيمس غولدسميث.

وتنافس عشرة مرشحين آخرين على خلافة المحافظ بوريس جونسون في منصب رئيس البلدية الذي يتولى مهمات النقل والشرطة والإسكان وتعزيز التنمية الإقتصادية، إلا أن أيا منهم لم يحظ بفرصة للفوز. المحامي والنائب والوزير يذكر أن  صادق خان (45 عاماً) كان أنهى دراسته الجامعية ونال شهادة الحقوق، وعمل محاميا.

وكان يهتم في البداية بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، لكن اهتمامه تحول بعد فترة إلى القضايا السياسية.  وفي العام 2005، أصبح عضوا في البرلمان عن حزب العمال، وشغل بين عامي 2008- 2010 منصب وزير دولة لشؤون الإدارة الذاتية والنقل في حكومة غوردن براون، ليترأس بعد ذلك حملة إيد ميليباند لزعامة الحزب التي تكللت بالنجاح. واعتبر مراقبون فوز صادق خان النائب في مجلس العموم عن منطقة (توتينغ) في المعركة الحامية وهو ابن سائق الحافلة من أصل باكستاني، دليلاً مثالياً على التعددية الثقافية في العاصمة البريطانية.

وكان العمدة الفائز عبّر عن اعتزازه في تصريحات يوم الأربعاء بأنه "مسلم"، لكنه أضاف "أنا لندني، أنا بريطاني (..) لدي أصول باكستانية.

 أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل. أنا كل هذا". لندني بلا معتقد وتابع "لكن العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنياً بلا أي معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا. هذه إحدى المزايا العظيمة للندن".

 وإلى ذلك، فإنه بدأ إعلان نتائح انتخابات رئاسة بلدية لندن، التي انتصر فيها حزب العمال بزعامة جيرمي كوربين، فإن أوساط حزب المحافظين بزعامة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بدأوا بمهاجمة مرشحهم زاك غولد سميث واتهامه بتخريب العلاقة بين الحزب والمسلمين في لندن ويحملونه مسؤولية خسارة منصب عمدة المدينة الذي كانوا حازوا عليه قبل ثماني سنوات.  حملة غولدسميث وكان زاك غولدسميث (41 عاماً) شن حملة ضد منافسه صادق خان واتهمه بأنه راديكالي (متشدد) والمح الى ان له صلات مع جماعات اسلامية متطرفة ، ولم يقدم أية أدلة على اتهاماته.

 وكرر مثل هذا الاتهام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يوم الأربعاء الماضي أمام البرلمان. كما أن غولدسميث كان غازل خلال حملته المتطرفين الهندوس لاعتقاده انه سيكسب اصوات الهنود، لكن يبدو أن مراهنته هذه جاءت بنتائج عكسية تماماً، لعل أبرزها خسارة المحافظين لأصوات المسلمين في المستقبل حيث يعتقد أن 1 من أصل 8 في العاصمة لندن من الناخبين المسلمين.

  وبالمقابل يعتبر خبراء في الشأن البريطاني عمدة لندن الجديد العمالي صادق خان بشكل عام تقدميا، وهو كان صوتًا في السابق لصالح الزواج المثلي الأمر الذي عاد عليه بتهديدات بالقتل، كما نأى بنفسه عن فضيحة تتعلق بمعاداة السامية لحقت بحزب العمال. اتهامات كذلك أوضح خان تكرارا أمام اتهامات المحافظين أنه التقى إسلاميين لكن في إطار مهامه السابقة كمحام لحقوق الإنسان.

وصرح في الأسبوع الفائت "قلت بوضوح إنني اعتبر وجهات نظرهم دنيئة".  وصرح خان لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق خلال زيارة لأحد أسواق جنوب لندن في إطار حملته الانتخابية "خاب أملي لأن المحافظين وزاك غولدسميث - خصمه في رئاسة البلدية-  قرروا شن حملة سلبية تثير الانقسام وتزداد يأسا".

 وتابع "سأبقى إيجابيا حتى إغلاق مكاتب الاقتراع غدا. أريد في حال فوزي أن أكون رئيس البلدية الذي يوحد مدينتنا مجددا، ويوحد المجموعات المختلفة". كذلك أوضح خان تكرارا أمام اتهامات المحافظين أنه التقى إسلاميين لكن في إطار مهامه السابقة كمحام لحقوق الإنسان. وصرح في الأسبوع الفائت "قلت بوضوح أنني اعتبر وجهات نظرهم دنيئة".