خاص (الأخبار الآن): اسقط العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة العديد
من النظريات والأفكار كما تلقىت منظومة الردع الإسرائيلية ضربة قوية، فقد ظهر أن الجيش
الإسرائيلي عاجز تماما عن مواجهة الكتائب التي تتبع أنماطا قتالية غير مركزية، وتتخذ
إستراتيجية الكر والفر والظهور فقط عند الحاجة.
لكن ابرز ما كشفته هذه الحرب أيضا أن
فشل إسرائيل في منع عمليات آسر لجنودها، وهو السيناريو المرعب الذي كانت تل أبيب تخشاه،
ووضعت لأجله العديد من الاحتياطات ومن ضمنها تطبيق نظام هانبيال، الذي ينص على استهداف
الخاطفين بكل السبل الممكنة حتى لو ادى ذلك إلى قتل الجندي المخطوف.
ومن المعلوم أن إسرائيل تقول ان هدفها من الحرب الأخيرة هو تدمير الانفاق، لكن المقاومة تؤكد أن قدراتها لم تتأثر سوى 10%.
وقد امضى مقاومون فلسطينيون سنوات طويلة وهم يحفرون هذه الانفاق النوعية والتي يصل بعضها إلى مناطق عسكرية إسرائيلية، فقد شاهد العالم كيف صعد مقاتلون من القسام إلى نقطة عسكرية في ناحل عوز، وقاموا بقتل الجنود في تلك النقطة، وهو مشهد لا زال يرعب المستوطنيين الذين يرفضون العودة إلى بيوتهم الواقعة في غلاف غزة.
ومن المعلوم أن إسرائيل تقول ان هدفها من الحرب الأخيرة هو تدمير الانفاق، لكن المقاومة تؤكد أن قدراتها لم تتأثر سوى 10%.
وقد امضى مقاومون فلسطينيون سنوات طويلة وهم يحفرون هذه الانفاق النوعية والتي يصل بعضها إلى مناطق عسكرية إسرائيلية، فقد شاهد العالم كيف صعد مقاتلون من القسام إلى نقطة عسكرية في ناحل عوز، وقاموا بقتل الجنود في تلك النقطة، وهو مشهد لا زال يرعب المستوطنيين الذين يرفضون العودة إلى بيوتهم الواقعة في غلاف غزة.
لكن مع الانفاق فشل هذا النظام. فالمقاومون اتبعوا
إستراتيجية السحب، فقد اتضح أن كتائب القسام دربت بعض عناصرها على التدخل في لحظات
معينة من الاشتباكات أجل آسر جنود.
هي الطريقة التي نجحت عناصر القسام في تطبيقيها، عبر نظام الكمائن والعبوات الناسفة، فكان يتم زرع
عبوات ناسفة للدبابات والقوات الراجلة، ومن بعد تفجيرها ينقض المقاومون على القوات
الإسرائيلية ويشتبكون معها، مما يؤدي إلى ارباك هذه القوات، وهنا يأتي دور العناصر
المدربة على التعامل مع سحب الجنود، حيث يقومون بسحب جندي إلى داخل نفق قريب من المكان
مع تغطية نارية كثيفة، وبعد لحظات تختفي كافة العناصر.
ولا يعود بإمكان إسرائيل سوى قصف المكان بالصواريخ
والقنابل، لكن الانفاق معظمها على اعماق كبيرة تصل إلى 20 و30 متر كما أنها تمتاز بوجود
عدة عيون للدخول والخروج، وبالتالي فإمكانية انسحاب المقاومين من المنطقة تكون نسبتها
عالية.
وتاريخ إسرائيل مع آسر الجنود ليس حديثا، ومن المعروف
أن إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة لاستعادة جلعاد شاليط من خلال عمليات عسكرية نفذتها في
قطاع غزة لكنها لم تفلح في الوصول إليه، رغم أن جلعاد أكد بعد تحريره أنه كان يسمع
بعد سويعات من عملية خطفه صوت رفاقه الجنود من مكان آسره. وتكره إسرائيل وقوع جنودها
في الآسر لما يعنيه ذلك من محاولات ابتزاز تتعرض لها لاحقاً كما يوضح كبار قادتها،
وفي أكتوبر عام 1994 خطفت حركة حماس في الضفة الغربية جندي إسرائيلي اسمه نشحون فاكسمان
واقتادته إلى إحدى الشقق في بلدة دير نبالا القريبة من مدينة رام الله، لكن بعد ثلاثة
أيام داهمت قوات خاصة إسرائيلية المنزل مما أدى إلى مقتل فاكسمان وقائد الوحدة الإسرائيلية
المهاجمة وجنود آخرين بالإضافة إلى مقتل الخلية الآسرة.
ويشار إلى أن إسرائيل اضطرت إلى تحرير نحو 1027
أسيرا فلسطينياَ مقابل جلعاد شاليت ضمن صفقة تبادل مع حركة حماس نفذت برعاية مصرية،
ورغم شعور قادة إسرائيل بالنشوة بعد بوصول الجندي شاليط إلى حضن أمه ومحاولة تسويقهم
هذا الإنجاز لرفع شعبيتهم إلا أنهم تعرضوا في المقابل لانتقادات عديدة، وأولها أن مثل
هذا الاتفاق سيشجع المجموعات الفلسطينية المسلحة على تنفيذ عمليات خطف جديدة بحق الجنود
الإسرائيليين.